إن
الطريقة التي يتبعها الفرد في اتخاد قراراته ويسلك وفقها، هي طريقة
استمدت طابعها الإجتماعي من علاقاته بالغير عبر سيرورة اجتماعية وترويض
لطبيعته. ولا يعني هدا ان الفرد مجرد موضوع سلبي يخضع فقط لتاثير المجتمع،
فهو ليس قطعة نقدية تشبهها آلاف القطع التي انتجتها الآلة على منوال واحد
. فإذا طبع المجتمع الفرد (---) في أناه الخاصة، فإن الفرد الموضوع
والمطبوع يطبع هو بدوره المجتنع --- بعبارة اوضح يمكن تشبيه علاقة الفرد
بالمجتمع بالعملة النقدية حيث يكون الفرد هو العملة المطبوعة والآلة
(الطابعة في نفس الآن) وقد ياخذ احد هذين البعدين أهمية على حساب البعد
الآخر، لكن هذا لا يمنع البعد الآخر من ان يبقى حاصرا -(--) " ففردية "
الإنسان و " شرطه الإجتماعي " ليسا في الواقع سوى وظيفتين مختلفتين للناس
فس علاقتهم ، بحيث لا يمكن الواحد منهما ان يوجد من دون الآحر - ليس
المجتمع شيئا من دون أفراده ، فهو ليس موضوعا معزولا يواجه أفرادا منعزلين
، بل هو ما يتضمن في قول كل واحد عندما يصرح "نحن"